رياضة

النظام «الكروي» في تونس.. في حكم الفرد والتدرج نحو القاع

بطولة الرابطة المحترفة لكرة القد

أصدرت الجامعة التونسية لكرة القدم بتاريخ 29 سبتمبر 2022 بلاغا تضمّن نقاط عدة بعد قرار «التاس» ضد النادي الإفريقي و القاضي بإرجاع هلال الشابة للرابطة الأولى.

و بعد استنكار وشجب الجامعة التونسية لكرة القدم لقرار المحكمة الرياضية الدولية جاء في النقطة 09 – ما يلي «ينزل في أعقاب المرحلة الأولى الفريقي 7و 8 من كل مجموعة لكي تتكون الرابطة المحترفة الأولى للموسم الرياضي 2023-2024 من مجموعة واحدة تضم 14 فريق»

( الصورة رقم 1- من الصفحة الرسمية للجامعة بموقع الفايسبوك )

فيما جاء في طلب العروض المقترح من الجامعة التونسية لكرة القدم عبر موقعها بالواب بتاريخ 28 جانفي 2023 بخصوص تقنية الفيديو المساعد VAR بأن البطولة ستكون على مجموعة واحدة بمعدل 7 مباريات أسبوعيا لموسم 2023/2024 أي 14 فريقا.

(الصورة 2 من طلب العروض المقدم VAR)

من هنا نفهم بطريقة حاسمة أن الجامعة التونسية لكرة القدم كانت جادة في العودة للنظام العادي لشكل البطولة التونسية المحترفة لكرة القدم، وهو نظام الذهاب والإياب، وهو الأمر الطبيعي بعد تجاوز كل الإشكاليات السابقة مع TAS وهلال الشابة.

و حتى لو قمنا بمراجعة تاريخية لنظام المرحلتين (بلاي أوف وبلاي آوت) فهو يقترن بالأساس بالأزمات في تونس، إما الاجتماعية كما جرى عقب ثورة 14 جانفي 2011 أو ما تلى الأزمات الرياضية المفتعلة من قبل المكتب الجامعي الحالي فيما يتعلق بقضايا هلال الشابة.
إلا أنه وعلى بعد 5 أسابيع من موعد انطلاق بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم حسب بلاغ مقتضب للجامعة عبر صفحتها بالفايسبوك والذي سيكون يوم 19 أوت 2023 ، فإن الجميع مازل ينتظر قرار رئيس الجامعة وديع الجريء لاختيار شكل البطولة في الموسم المقبل.

فالمعلوم حسب بلاغات الجامعة ذاتها وعلى نفس الصفحة الفايسبوكية إن نظام البطولة سيكون العودة للنظام المعتاد والمتعامل به في كل بلدان كرة القدم المحترفة، مع استثناءات قليلة مثل الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل لأسباب جغرافية، وبلدان أخرى لأسباب تاريخية تقنية و التي تلعب فيه بطولتهم على مراحل.

انطلاق حملة انتخابات 2024
اما بطولتنا التونسية فتلعب تارة بنظام موحد وتارة أخرى بنظام المرحلتين وذلك حسب رغبات ونزوات رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم التسييرية، ونزاعته وخلافته وحسابته.
وحسب آخر تصريحات وديع الجريء فإن الحسم في شكل البطولة الجديدة سيكون في غضون 3 أسابيع.

وجاء التصريح ذلك على هامش إشراف الجريء على حفل تتويج أندية الهواة، والذي كان فرصة لبداية حملته الانتخابية للدفاع عن عرشه في انتخابات 2024، حيث قرر رئيس الجامعة و في غفلة من الجميع ودون العودة لأي من شركائه في المكتب الجامعي بإقرار منحة 15 آلاف دينار و 10 آلاف دينار للصاعدين من الهواة 1 للرابطة الثانية ومن المستوى الثاني للمستوى الاول هواة ولا نعلم وفق أي تقديرات وأي تقييمات وأي أسباب يمنح رئيس الجامعة هذه المنحة.
ولو نعود لمسألة شكل البطولة، فإنه حسب التجارب السابقة فإن اعتماد نظام المرحلتين يعود بالأساس لفترة الأزمات، إما الاجتماعية او الرياضية، ولكن من يقيّم الجدوى الفنية؟

هل هو رئيس الجامعة أم الإدارة الفنية؟ علما وأن هذه الأخيرة منذ أشهر دون مدير!! أم إن رئيس الجامعة استأثر بمهامها كما استأثر بمهام تعيينات التحكيم !!

فما الذي يجعل وديع الجريء يصرح على هامش سهرات تتويج اندية الهواة بأن القرار النهائي حول شكل البطولة سيتخذ بعد أسبوعين إلى ثلاث من ؟ هل إنه بصدد انتظار قرار جديد من TAS يعيد يبعثر الأوراق ويلزم رئيس الجامعة للتوجه لنظام المجموعتين أم إنها بالونة اختبار كعادة الأنظمة الإستبدادية لقياس ردة فعل الرأي العام وأن القرار في كل الأحوال جاهز ولا ينتظر إلا التأشير ؟؟
فمبررات وديع الجريء بمواصلة تجربة النظام الهجين للبطولة بأن التنافس والتشويق كانا كبيرين وأن الحضور الجماهيري كان غفيرا والحال ان الملعب الوحيد الذي عرف حضورا على غير المعتاد هو ملعب سوسة بكون فريق الساحل كان في المقدمة و هو المتعطش للتتويجات، فيما عرف رادس عزوفا غير مسبوق خاصة مع نكسات الترجي الأخيرة و تورط مكتب الجريء فيها بدرجة أو بأخرى. فيما حافظ جمهور الإفريقي على عادته و كان جمهور النادي الصفاقسي شبه غائب.

فعن أي تنافس يتحدث؟ وبأي عين يرى الدكتور؟ وهو الذي يعلم قبل غيره أن بطولة بمرحلتين تمثل أقل ضغط وأكثر سلاسة في التسيير خاصة مع غياب النقل التلفزي عن منافسات مرحلة ضمان البقاء و تغييب تقنية الفيديو المساعد VAR وبالتالي غياب أي ردود فعل جماهيرية وحصر التنافس والنقاش في مجموعة التتويج مع الاعتماد على التحكيم الأجنبي، خاصة أننا مقبلون على موسم انتخابي بامتياز يقتضي تهيئة كل الظروف الملائمة للجريء لمواصلة قيادة الجامعة التونسية لكرة القدم.
وهنا نسأل وديع الجريء برأي من استأنس لمواصلة هذه التجربة و تعميمها؟ فالإدارة الفنية منذ أشهر بلا مدير ولا فنيين ولا خبراء لاستشارتهم في المسألة، فيما تؤكد المواسم وتتاليها تراجع الكرة التونسية وطنيا وقاريا، فالأندية التونسية غابت عن منصات التتوييج القاري منذ 2019 نتيجة تراجع المستوى الفني للبطولة المحلية، وزادها نظام المعتمد رداءة.

فلماذا الإصرار في الإعتماد على نظام أعرج وكيف سيكون التقسيم والحال أن الفرق عددها 14 فهل سنلعب بمجموعات فردية أم سيقع تعديلها بلقاءات الباراج حتى يمكن تعديل باقي الأقسام و بالتالي مساعدة الأصدقاء و جمعيات الطوق الانتخابي لتدارك ما فات.
إن ما يحدث في كرة القدم التونسية من عبث لا يتحمل مسؤوليته وديع الجريء فهو يتلذذ خضوع النوادي وموافقتها وتطبيعها مع الرداءة ما يجعل كرتنا رهينة نزوات فردية لرئيس اختار أن يكون في نظام كروي فرداني لمكتب أعضاءه شهود على تعاسة الوضع ومهللون لقتامة المستقبل بوعي تام وهو أخطر الأمور.

إلى أين سترسى سفينة نظام البطولة وهي المحددة كما أسلفنا ذلك ووفق ما تبينه الصور المصاحبة وما جدوى قرارات اليوم إذا كان قرارات الغد ستكون رهينة رأي شخصي تحددها المصالح الضيقة والأهواء الذاتية.

Tagged , , , ,

About أمين برك الله