من أجل تحاشي خسارة ثالثة تواليا، يحتاج منتخب فرنسا إلى الفوز على ضيفه البلجيكي الإثنين في الجولة الثانية من منافسات دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، لكي يتجنب دخول في أزمة عميقة لم يشهدها منذ سنوات عدة.
وكان المنتخب الفرنسي خسر نصف نهائي كأس أوروبا أمام إسبانيا 1-2 التي توجت باللقب بالفوز على إنكلترا بالنتيجة ذاتها، قبل أن يسقط الجمعة أمام إيطاليا 1-3 بشكل مفاجئ.
وأقر حارس مرمى منتخب فرنسا مايك مينيان بأن الصفعة التي تلقاها فريقه بالخسارة على أرضه أمام إيطاليا كانت “مؤلمة جدا”.
تخلى المنتخب الفرنسي خلال هذه الخسارة عن ركيزتين أساسيتين وهما صلابته الدفاعية وقدرته على الخروج بنتيجة ايجابية حتى عندما لا يلعب بطريقة جيدة. فخلال المباراة ضد إيطاليا تلقت شباكه مجموع ما دخل مرماه في 6 مباريات في كأس أوروبا الأخيرة، ليستهل النسخة الرابعة من دوري الأمم الفائز بها عام 2021، بأسوأ طريقة ممكنة.
ولا شك بأن الضغوط ستزداد على مدرب المنتخب وقائده السابق ديدييه ديشان في حال تعرض فريقه لخسارة جديدة. وكان المنتخبان التقيا في ثمن نهائي كأس أوروبا الأخيرة وسجل المنتخب الفرنسي هدفا متأخرا جاء عن طريق الخطأ بواسطة مدافع بلجيكا المخضرم يان فيرتونخن قبل نهاية المباراة بدقيقتين.
ولم يكن المنتخب الفرنسي فعّالا من الناحية التهديفية في النهائيات القارية الأخيرة، وسجل هدفا واحدا من اللعب المفتوح بواسطة راندال كولو مواني في نصف النهائي، أما الأهداف الأخرى فجاءت من هدفين عكسيين ومن ركلة جزاء انبرى لها كيليان مبابي، وهو الأمر الذي عانى منه في مواجهة إيطاليا على الرغم من تسجيله هدفا بعد مرور 13 ثانية بواسطة برادلي باركولا وهو الأسرع في تاريخ منتخب فرنسا.
ولم يخسر المنتخب الفرنسي 3 مباريات بإشراف ديشان الذي استلم تدريبه صيف عام 2012، منذ سقوطه بين مارس وجوان عام 2013 أمام إسبانيا والأوروغواي بنتيجة واحدة 0-1، وأمام البرازيل 0-3.
– مبدأ المداورة –
وكان ديشان كشف قبل فترة بأنه سيعتمد مبدأ المداورة في دوري الأمم وقال في هذا الصدد “أعتقد أنها فكرة جيدة، اعتبر بأن المباريات الست التي سنخوضها في دوري الأمم يجب ان تخدمنا في هذه الناحية وتحديدا مشاركة لاعبين جدد وتوزيع أوقات اللعب”.
وردا على الانتقادات في ما يتعلق بالأسلوب الممل لفريقه في المباريات الأخيرة، يعزو ديشان ذلك الى غيابات عدة في منتصف الملعب أبرزها لإدواردو كامافينغا المصاب وأدريان رابيو الذي وجد نفسه من دون ناد حتى الآن بعد انتهاء عقده مع يوفنتوس، اضيف الى ذلك اصابة أوريليان تشواميني ووارن زائير-إيمري خلال المعسكر الاخير للفريق.
في المقابل، لم يقدم لاعب الوسط النشيط نغولو كانتي المردود المطلوب منه، كما خاض يوسف فوفانا أسوأ مباراة له منذ تواجده مع منتخب بلاده.
كما ان ديشان قد يلجأ الى خيارات اخرى في خط المقدمة وقد لا يشرك نجم ريال مدريد الجديد كيليان مبابي أساسيا بعد اكتفاء الأخير بتسجيل هدف واحد في آخر 8 مباريات له كان من ركلة جزاء في مرمى بولندا في النهائيات القارية.
وقام مهاجم فرنسا واتلتيكو مدريد الاسباني أنطوان غريزمان بانتقاد ذاتي بقوله “لم نظهر قتالية عالية ضد ايطاليا، كنا نلعب بطريقة فردية وليس جماعية”.
وتابع “يتعين علينا ان نكون على الموعد (ضد بلجيكا)، ان نظهر اننا ارتكبنا خطأ في المباراة الأخيرة وبذل قصارى جهدنا”.
وختم “يحصل ان تخسر من وقت الى آخر من الناحية التكتيكية، لكن يجب ان نستعيد الرغبة والقتالية في اللعب”.