ثقافة

مهرجان «صوت الجبل».. مبادرة لإحياء الموروث الثقافي في أعماق قفصة

أم العلق

على مدى ثلاثة أيام، عاش سكان قرية “أم العلق” التونسية، على وقع الأهازيج والأغاني البدوية والصوفية والشعر الشعبي.
الدورة الثالثة لمهرجان “صوت الجبل”، أعادت الموروث الثقافي الشعبي إلى صدارة الساحة الإبداعية في تونس.
وعقد المهرجان خلال الفترة من 29 إلى 31 ديسمبر الماضي، تحت عنوان “موروث بلادي من عمق القرى والبوادي أرويه لأبنائي وأحفادي”.

من فعاليات المهرجان

و”أم العلق” قرية ريفية غنية بخام الفسفاط تبعد حوالي 40 كم عن مركز ولاية قفصة، جنوب غربي تونس، وتزخر بعيون المياه الجارية على تخوم جبل عرباط تم اكتشافها في محيطها رمادية (منطقة مرتفعة) شاهدة على وجود الإنسان منذ آلاف السنين.
سياحة علاجية
بتطلعات متفائلة، يأمل مدير مهرجان “صوت الجبل”، خليفة رداوي، أن يكون مهرجان الموروث الثقافي الشعبي فرصة لتحويل القرية إلى مزار سياحي خلال السنوات المقبلة.
ويقول رداوي للأناضول: “نأمل أن يتم إنجاز بحيرة لتجميع مياه الجبل واستغلال عيون المياه الجارية واستغلال (دودة العلق) التي تعيش فيها لأهميتها البالغة في التداوي من الأمراض وانتعاش السياحة العلاجية بالقرية”.
ويعد استخدام “دودة العلق” من أكثر الطرق الشعبية شيوعا في علاج المفاصل، وآلام التهابات العظام، إذ يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
بدوره، يقول “عبد الرشيد”، أحد سكان القرية للأناضول “رغم انعدام الماديات بالقرية لكن نجاح مهرجان صوت الجبل يعكس أهمية الاعتماد على الموروث الثقافي الشعبي في انتعاش الحركة السياحية والتجارية للقرية”.
بدوره، قال المكي رداوي أحد سكان “أم العلق”: “مهرجان صوت الجبل يعد مكسبا ثقافيا ومتنفسا ترفيهيا لسكان القرية والمدينة”، معربا عن تطلعه إلى تحويل المهرجان المحلي إلى مهرجان وطني بتونس.
العصا والمخطاف
وأحيا مهرجان “صوت الجبل” ألعابا شعبية كانت قد اندثرت منذ عشرات السنوات، أبرزها لعبة “العصا والمخطاف” أو ما يعرف في الموروث الشعبي التونسي بـ”بكرة العكفة والزلّاط”.
وتتشابه لعبة “العصا والمخطاف” إلى حد كبير مع رياضة “الهوكي” الشهيرة، حيث يلعب الفريقان باستخدام العصا، ولكن دون ارتداء ملابس الحماية.
ونادرا ما يسجل الفريقان إصابات جراء ممارسة اللعبة الشعبية والتي تعد نوعا من فنون القتال والمبارزة، نظرا للخبرة والاحترافية لدى مختلف اللاعبين، وفق المتخصصين.
ودشنت تونس مهرجان “صوت الجبل” في قرية أم العلق بمعتمدية زانوش (جنوب غرب) عام 2018، لإحياء الموروث الثقافي الشعبي.
ويضم المهرجان فعاليات ومعارض تجسد الحياة التراثية والجبلية والريفية والأزياء التونسية، بهدف الترفيه وتبادل الثقافات المختلفة.

Tagged , , , ,