رياضة

شعاع من مارج: البلبولي حل للمنتخب التونسي

شعاع من مارج 28

جاءت عودة أيمن البلبولي لحراسة مرمى النجم الساحلي في وقتها. هذا الحارس قدم مستوى جيدا في المباراة الصعبة التي لعبها فريقه ضد شباب بلوزداد في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية. وإذا ثبت استعادته لكامل إمكانياته وهذا سنعاينه في المباريات القادمة فإنه سيكون أفضل اختيار لحراسة مرمى المنتخب الوطني في مباراتيه القادمتين ضد مالي.
صحيح أننا لم نقف على أخطاء فادحة ارتكبها البشير بن سعيد في كان الكاميرون، لكننا لم نشهد أيضا مواقف صعبة عاشها هذا الحارس لنتمكن من الحكم القطعي على أدائه وجدارته بخوض المعامع المعقدة التي يلزمها قدر كبير من الخبرة و”الصنعة” وهو ما يتوفر قطعا لدى البلبولي الذي يعتبر أكثر حراس المرمى دراية بأسرار مباريات مثل التي ستجمعنا مع مالي، هذا إن كان على استعداد كامل خاصة من الناحية البدنية.

إن مباراة مالي لا تدارك فيها، لذلك فهي تتطلب استجماع كل القوى الموجودة وبعدها سنجد الوقت الكافي للتفكير في ما بعد الترشح الذي نريده أن يتحقق. ولعل أهم ما يمكن أن يزودنا بالقوة هو أن يكون لنا حارس مرمى له من خبرة و مهارة و قوة شخصية البلبولي ما يطمئن الجميع حتى يخوض لاعبو الميدان المباراة بالراحة التي تفتح لهم باب النجاعة. ثم إن من ميزات البلبولي التي تعلمها من دروس السنين ومن تجاربه العديدة في خوض مثل هذه المباريات و من وجوده سنوات كثيرة في مرمى أحد أكبر الأندية في إفريقيا هو قدرته على تسيير زملائه على الميدان وتوجيه تحركاتهم و مراقبة مدى التزامهم بالخيارات التكتيكية التي حددها المدرب ودفعهم إلى تنفيذها والانتباه إلى إصلاح ما يجب إصلاحه أثناء اللعب وتفادي ما يمكن أن يوقع في الأخطاء. لكل هذه الأسباب فإن عودة البلبولي واستعادته لكامل إمكانياته سيوفر أفضل حل للمدرب جلال القادري كي يملأ يده ويطمئن على مرمى مجموعته خاصة في مباراة الذهاب في جحيم باماكو التي تعتبر مغامرة صعبة عاش البلبولي أمثالها مرات ومرات سواء مع النجم الساحلي أو مع المنتخب الوطني و لن تكون أجواؤها جديدة له أو غريبة عليه عكس البشير بن سعيد الذي ولئن نحترم إمكانياته و طموحه وشجاعته فإنه لم يسبق له أن عاش مثل هذه المغامرات الصعبة، ومثلما قلنا حتى في كان الكاميرون، لم نره إلا في كرة واحدة في بداية الشوط الثاني من مباراة بوركينا فاسو وقد حماه خط دفاع المنتخب المتماسك في كل المباريات من أن يجد نفسه في وضعيات صعبة يمكن أن تجعلنا نحكم له أو عليه.
و بما أن مباراة مالي تستوجب الحل العاجل لكل جزئية مهما صغرت في المنتخب فإن حراسة المرمى ليس لها من حل مطمئن اليوم سوى تأكيد البلبولي استعادته لإمكانياته والسفر مع المجموعة إلى باماكو ليكون الحارس والقائد والمدرب على الميدان أثناء المباراة الذي يطمئن الجميع لوجوده ويستأنس الجميع بخبرته ويتحصن الجميع بحنكته وشجاعته وقوة شخصيته.
إن كل ما أتمناه هو أن يولي الإطار الفني للمنتخب هذا المعطى الإهتمام التام وأن يدرس المسألة من كل زواياها وأن يحدد قراره فيها بالرصانة والحكمة المطلوبتين وذلك بعد التشاور مع المدرب روجي لومار ومساعديه وخاصة منهم مدرب حراس النجم هذا فضلا عن الحديث العميق مع البلبولي نفسه الذي سيكون الأصدق في تحديد مدى استعداده للموقعة القادمة. إنها موقعة ستحدد مصير حضورنا من عدمه في أهم تظاهرة للكرة في العالم ونحن نتمنى أن نكون من الحاضرين خاصة وأن مسرح الحدث سيكون ولأول مرة في التاريخ في بلد عربي وبطعم عربي وهو أمر قد لا يتكرر إلا بعد عشرات السنين. من أجل ذلك لن تكون دعوة البلبولي للمنتخب، إذا ما تأكدت جاهزيته، خطوة إلى الوراء كما قد يعتقد البعض بل بالعكس ستكون قرارا شجاعا قد يضمن لنا خطوة إلى الأمام.
لنعمل على توفير أفضل الخيارات لضمان الترشح وبعدها لكل حدث حديث.

Tagged , , , , ,

About عبد الباقي بن مسعود