اقتصاد

آمال بموسم حبوب مبشر بعد سنتين عسيرتين في تونس (صور)

انطلاق موسم الحصاد في تونس

بعد موسمين اتسما بمواجهة فلاحي محاصيل الحبوب في تونس تحديات عديدة، بسبب نقص الأمطار وعدم توفر الأسمدة العضوية وجائحة كورونا، انطلق في الأيام الأخيرة موسم الحصاد الذي يبدو مبشرا بحسب أرقام رسمية.
في منطقة مجاز الباب بولاية باجة (شمال غرب البلاد) وعلى مدى البصر، تنتشر زراعة القمح اللّين والصّلب إلى جانب الشّعير وشعير علف الحيوانات، وبجودة عالية لأغلب هذه المنتجات من الحبوب.

اللّونٌ أصفر ذهبي وانعكاس أشعة شمس صباح يومٍ صيفي، يزيدان الصّورة دفء، والمزارعين والعمال تركيزا، مع بداية موسم قطف ثمار عناية ورعاية بالحقول طيلة حولٍ من الزّمن.
توقعات بنتائج جيدة
ووفق عضو الاتحاد التّونسي للفلاحة والصيد البحري (اتحاد الفلاحين- غير حكومي)، محمد رجايبية في تصريح إعلامي، فإن التّوقعات إيجابية بشأن موسم الحبوب للموسم الزراعي الحالي 2021- 2022، في وقت ارتفعت أسعارها بفعل الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال رجايبية إن الصّابة (الإنتاج) فوق المتوسط، متوقعا تسجيل زيادة بحوالي 30 بالمئة مقارنة بالموسم الماضي، دون تقديم أرقام مفصلة.

فيما أكد وزير الفلاحة محمود إلياس حمزة، الثلاثاء الماضي، في ندوة صحفية لأعضاء الحكومة، أن “تقديرات صابة الحبوب خلال الموسم الفلاحي الحالي ستكون في حدود 18 مليون قنطار (القنطار يعادل 100 كغم) بنسبة نمو مقدرة بـ 10بالمئة مقارنة بالموسم الماضي”.
يشار إلى أن حصيلة حصاد الحبوب للموسم الماضي 2020- 2021 قُدرت بــ16.4 مليون قنطار، مقابل 15.3 موسم 2019- 2020.
فيما تتراوح احتياجات البلاد من الحبوب بين 30 و34 مليون قنطار سنويا؛ (3.4 ملايين طن)، منها 12 مليون قنطار لكل من القمح الصلب والقمح اللين، بحسب وزارة الفلاحة التّونسية.
بداية موسم الحصاد
فريق وكالة الأناضول واكب بداية العمل بإحدى الضيعات، والحصاد لا ينطلق إلا مع ارتفاع درجات الحرارة في الأيام الأولى لشهر جوان من كل سنة.

والهدف من الحصاد في درجة حرارة مرتفعة، ضمان جفاف النّبتة وسهولة فصلها عن الجذور باستعمال آلات مخصصة لذلك لضمان أفضل جودة ممكنة.
آلة الحصاد تجوب الحقل ذهابا وعودةً، يمينا وإلى الشّمال، يرسم معها سائقها “علي” لوحات تؤكد تمرسه بالعمل ومعرفته بالحقل والحقول المجاورة التي سيزورها لاحقا لإتمام جهد العمال.
وبعد الانتهاء من كل حقلٍ تتوقف الآلة بموازاة الجرار والعربة المجرورة، فتتم عملية “التّذرية” لفصل القشور والأعواد عن الحبوب بمساعدة الرّيح.
فيما تقوم آلة أخرى بربط بقايا الحصاد، الذي سيصبح علفًا ومؤونة الضّيعة وحيواناتها في فترة الشّتاء، فتتساقط وحدات “تبنٍ” الواحدة تلو الأخرى وراء الجرار على مسافات متقاربة ومنتظمة.
موسم واعد
ويقول محمد الحمايدي (وكيل شركة لتجميع الحبوب بمحافظة باجة)، للأناضول: “بعد الحصاد يكون التّوجه إلى المراكز الجهوية لتجميع الحبوب التي تزن محاصيل الفلاحين ثم تسلمهم إيصالات في مقابلها، على أن يتم تحويل ما يتم جمعه إلى المراكز المركزية لديوان الحبوب”(حكومي)”.
وتابع: “نأمل أن تكون الحصيلة واعدة، الكل يقوم بدورة ونتمنى أن نتجاوز النقص الحاصل في المواسم الماضية”.
وأكد طارق المطوسي، رئيس اتحاد الفلاحين بمدينة مجاز الباب من ولاية باجة، في حديثه للأناضول أن “كل الظروف مناسبة لحصاد الحبوب الذي ستكون حصيلته قياسية مقارنة بالموسمين الماضيين”.
وتابع بقوله “ولاية باجة تعتبر وولايات الشمال الغربي (جندوبة والكاف وسليانة)، هي الأكبر إنتاجا للحبوب في البلاد، والأمطار في الشتاء وتوفر الأسمدة سيساهمان بشكل مهمٍ في تحقيق نتائج جيدة لحصيلة الانتاج سواء في الضيعات الدولية (حكومية) أو في حقول المزارعين”.
وأكد المطوسي على “وجوب توخي الحذر من موجة الحرائق (اندلعت عشرات الحرائق بعدد من حقول الحبوب في الفترة الماضية)، التي يمكن أن تؤثر على الحصيلة النّهائية لإنتاج الحبوب بالبلاد”.
من جهته أكد علي اليحياوي (سائق آلة حصاد)، في حديثه للأناضول بأن “المؤشرات الأولية تبشر بحصيلة جيدة مقارنة بالموسمين الماضيين”.

وأردف: “النتائج ستكون جيدة سواء للفلاح أو العمال الدّائمين أو الموسميين الذين اجتهدوا طيلة السّنة للوصول إلى هذه النّتائج”.
وأضاف: “نتمنى ألا تفسد الحرائق فرحة الفلاحين، والكل يعمل على إنجاح موسم الحصاد الذي سيسهل العمل في الموسم المقبل بتوفر بذور جيدة وعلفٍ للحيوانات ومؤونة لكل التّونسيين”.

Tagged , , , , ,