ثقافة

إضراب هوليوود يُضعف بريق النسخة الثمانين لمهرجان البندقية

مهرجان البندقية السينمائي بنسخته الثمانين

 بسبب الإضراب المستمر منذ أشهر في هوليوود، ستكون السجادة الحمراء في انطلاق مهرجان البندقية السينمائي بنسخته الثمانين مساء الأربعاء، خالية من النجوم والإبهار التقليدي، مع فيلم إيطالي اختير للعرض الافتتاحي في الساعات الأخيرة ليحل محل عمل أميركي.

وكان مقرراً أن تفتتح نجمة هوليوود المحببة الجديدة زندايا المهرجان مع فيلم “تشالنجرز” للوكا غوادانيينو، غير أن التحرك الاحتجاجي التاريخي الذي يشل السينما الأميركية حال دون ذلك.

وقد انضم الممثلون الهوليووديون الشهر الماضي إلى كتّاب السيناريو في حركتهم الاجتماعية، مطالبين بتحسين الأجور ووضع ضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

وتمنع نقابتهم القوية “ساغ-أفترا” جميع أعضائها، حتى الأكثر شهرة منهم، من تصوير أي أعمال أثناء الإضراب ولكن أيضاً من المشاركة في الترويج للأفلام.

– تأثير محدود جداً –

كما أن الـ”موسترا”، عميد المهرجانات السينمائية العالمية والحدث المحبب لدى أوساط هوليوود التي تتخذه منصة لإطلاق أعمالها قبل موسم الجوائز، بات أول ملتقى عالمي للفن السابع يدفع ضريبة هذا الإضراب.

غير أن مدير المهرجان الإيطالي العريق ألبرتو باربيرا طمأن في مقابلة مع وكالة فرانس برس بأن “تأثير الإضراب سيكون محدوداً جداً لأننا لم نفقد سوى فيلم واحد” من البرنامج الرسمي للحدث، وهو فيلم “تشالنجرز”.

وأضاف “سنشهد مع ذلك مرور نجوم كثيرين على السجادة الحمراء”.

وسيكون فيلم “فيراري” لمايكل مان البالغ 80 عاماً، أحد أبرز الأعمال المعروضة في المسابقة. ويَفيد هذا العمل، وهو سيرة ذاتية لمؤسس ماركة السيارات الشهيرة إنزو فيراري يحمل توقيع صاحب فيلمي “هيت” (“Heat”) و”كولاتيرال” (“Colliteral”)، من استثناء منحته النقابة، ما قد يسمح لممثليه، آدم درايفر وبينيلوبي كروز، بالمجيء إلى البندقية للمناسبة.

ويتنافس أيضاً على جائزة الأسد الذهبي التي فازت بها العام الماضي مخرجة الأفلام الوثائقية لورا بويتراس (“أول ذي بيوتي أند ذي بلودشد”)، كل من ديفيد فينشر وصوفيا كوبولا.

وسيكون “كومندانته” مع بييرفرانشيسكو فافينو، الأربعاء أول فيلم يُعرض في قصر السينما على جادة ليدو الشهيرة في البندقية. ويتناول العمل محطة غير معروفة على نطاق واسع من الحرب العالمية الثانية، قرر خلالها قائد غواصة إيطالية إنقاذ طاقم مركب بلجيكي بُعيد غرقه قبالة سواحل ماديرا البرتغالية.

-التمييز بين الإنسان والفنان –

كما أن عرض أحدث أفلام وليام فريدكين خارج المنافسة سيكون بلا شك لحظة عاطفية، بعد أسابيع من وفاة هذا المخرج المعروف خصوصاً بفيلمه “ذي إكزورسيست” (“The Exorcist”).

لكن قائمة الأعمال المشاركة في المسابقة تعكس قبل كل شيء العودة إلى الشاشة لسينمائيين وُجهت إليهم اتهامات في قضايا اعتداء جنسي ينفون صحتها.

ومن بين هؤلاء، يعيش رومان بولانسكي (90 عاما) في أوروبا بمأمن من القضاء الأميركي الذي يهرب منه منذ أكثر من 40 عاما بعد إدانته بتهمة الاغتصاب.

وبعدما بات شخصاً غير مرغوب فيه في هوليوود، شهد هذا الاسم الكبير في الفن السابع (“روزميريز بايبي” و”ذي بيانيست”) تغيراً لوضعه في فرنسا منذ الجدل الدائر حول منحه جائزة سيزار السينمائية الفرنسية عن فيلمه “جاكوز”.

وبات يعتبره جزء كبير من العاملين في المهنة أحد رموز الإفلات من العقاب في ما يتعلق بالعنف الجنسي، وقد ظل بعيداً عن الأنظار.

غير أن مهرجان البندقية السينمائي يعيده إلى الأضواء، إثر اختيار فيلمه “ذي بالاس” (“The Palace”) خارج المنافسة، وهو عمل من بطولة فاني أردان وميكي رورك، صُوّرت مشاهده في غشتاد (سويسرا). لكن بولانسكي لا ينوي المجيء إلى البندقية.

يواجه وودي آلن (87 عاما)، بدوره مقاطعة شبه كاملة من قطاع السينما بعد اتهامات بالاعتداء الجنسي على ابنته بالتبني، وهو الأمر الذي ينفيه ولم ينجح أي تحقيق في جلاء حقيقته.

وسيقدّم آلن فيلمه الخمسين “Coup de Chance” (“كو دو شانس”) الذي صُوّر في باريس باللغة الفرنسية ويضم لو دو لاج وفاليري لوميرسييه وملفيل بوبو ونيلز شنيدر.

وسيشهد مهرجان “موسترا” الذي يترأس لجنة تحكيمه المخرج داميان شازيل (“لا لا لاند”)، عودة المخرج الفرنسي لوك بيسون إلى المنافسة مع فيلم “دوغمان”.

وشهد مخرج فيلمي “ليون” و”ذي فيفث إيلمنت”، وهو صاحب مسيرة مهنية متقلبة، إغلاق ملفه القانوني في نهاية جوان، بعدما أسقطت محكمة النقض بشكل نهائي تهم الاغتصاب التي وجهتها إليه الممثلة ساند فان روي.

وبينما بدت قضايا مكافحة التمييز والعنف الجنسي تتقدم في السنوات الأخيرة في عالم السينما، عقب حركة “مي تو”، فإن هذه الاختيارات الرمزية للمهرجان أثارت غضب الناشطات النسويات.

لكنّ رئيس مهرجان البندقية دعا إلى “التمييز بين الإنسان والفنان” في مقاربة هذه المسألة.

ومن ناحية المساواة بين الجنسين، تضم المسابقة الرسمية خمس مخرجات سينمائيات مقابل 19 رجلاً يتنافسون على جائزة الأسد الذهبي التي تُمنح في 9 سبتمبر، وهي جائزة فازت بها مخرجات خلال السنوات الثلاث الماضية.

وأقرّ باربيرا بأن أفلام النساء “قليلة” في المسابقة، و”يجب بطبيعة الحال الكفاح من أجل تغيير الأمور”.

Tagged , , , ,