اقتصاد

الرياض أو بوسان أو روما؟ المدينة المضيفة لمعرض «إكسبو 2030» تُعرف الثلاثاء

تتنافس الرياض وبوسان وروما الثلاثاء على الفوز بتنظيم معرض «إكسبو 2030» الدولي

 تتنافس الرياض وبوسان وروما الثلاثاء على الفوز بتنظيم معرض «إكسبو 2030» الدولي وتأمل كلّ منها في أن تسمح لها مشاريعها الخضراء ذات القيمة التكنولوجية العالية، باستضافة الفعالية التي تشكّل امتيازًا يدلّ على تطور متسارع في المدينة المضيفة.

ويمارس المرشحون الثلاثة ضغوطًا مكثفة منذ أشهر في سبيل استضافة هذا الحدث الذي سيجذب ملايين الزوار. وخلال عرض ملفات كل مدينة في جوان المنصرم في باريس، حضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

ويرى عالم الاجتماع باتريك لو غاليس وهو مدير بحوث في المعهد الوطني للبحث العلمي في فرنسا وفي كلية سيانس بو أن هذه المعارض العالمية التي تُعدّ “آلة لدفع النمو وتعزيز النفوذ” تسمح بتحقيق “صورة سياسية” دولية.

وسيُحدّد المكتب الدولي للمعارض، وهو منظمة حكومية دولية مسؤولة عن منح حق استضافة هذه المعارض ومقرّها في باريس، المدينة الفائزة بعد ظهر الثلاثاء خلال اقتراع سرّي.

ويعتبر لو غاليس أن ترشيح السعودية وهو الأكثر إثارة للجدل يتغنى بـ”مناظر طبيعية ذات مستوى عالمي” وبأن المعرض سيكون لديها “الأكثر استدامة” و”أول معرض يلتزم حيادًا كربونيًا” رغم أن السعودية بلد قاحل وهي من بين كبار منتجي النفط في العالم وواحدة من أكبر مصادر انبعاثات غازات الدفئية للفرد الواحد.

ويصف لو غاليس ذلك بأنه “غسل أخضر على نطاق واسع”، مشددا على أن هذا النوع من الفعاليات يفيد قبل كل شيء “النخب القائمة”.

ويُعدّ الغسل الأخضر، المعروف أيضًا بالتمويه الأخضر، أحد أشكال تضليل المستهلكين المعتمدة من جانب شركات حول ممارسات بيئية معينة أو فوائد بيئية لمنتج أو لخدمة ما.

ويقول لو غاليس “إذا فازت السعودية، سيكون محمد بن سلمان سعيدًا للغاية. سيؤكد ذلك استراتيجيته” للترويج لبلده من خلال استضافة أحداث رئيسية، خصوصًا أن السعودية باتت المرشحة الوحيدة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034.

لكن الأسبوع الماضي، دعت 15 منظمة حقوقية غير حكومية الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض والبالغ عددها 179 إلى “عدم التصويت” للرياض، معتبرة أنه “من خلال تقديم منصة عالمية لنظام اعتاد انتهاك حقوق الإنسان الأساسية (…) قد يوجه المجتمع الدولي رسالة ضمنية مفادها أن مثل هذه الأعمال مقبولة”.

– الهاتف والكاتشب –

مدينة بوسان الكورية الجنوبية مرشحة أخرى لاستضافة معرض «إكسبو 2030».

وتعهّد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول في جوان تنظيم “أفضل معرض دولي على الإطلاق”.

وفي الأيام الأخيرة، زار باريس لدعم مشروع بلده.

يعمل الفريق الكوري الجنوبي على الترويج لـ”تناغم الطبيعة والإنسانية والتكنولوجيا” في بوسان حيث ستُقام “منصة مُثُل عليا للأجيال القادمة” مبنية في ميناء صناعي سابق في بوسان حُوّل إلى “مكان مستدام للعيش” حيث ستُبنى أيضًا جزر صغيرة عائمة.

ويقول لو غاليس “إن إكسبو 2030 ستكون المناسبة لوضع كوريا الجنوبية فعلًا في مركز العالم”، وهي دولة “ديناميكية تسعى إلى تأكيد مكانتها”.

أمّا إيطاليا، فتريد “الجمع بين التاريخ والمستقبل” في روما “أول مدينة كبرى في التاريخ” حيث سيتم بناء “أكبر مزرعة شمسية حضرية في العالم” لهذه المناسبة، حسبما قالت رئيسة حكومتها جورجيا ميلوني في جوان للمكتب الدولي للمعارض.

وتطمح روما إلى تكرار “ما فعلته ميلانو” التي استضافت معرض «إكسبو 2015» الذي اجتذب 20 مليون زائر، بحسب لو غاليس.

ويضيف “لا يزال هناك الكثير من العمل الرئيسي الذي يتعين القيام به في روما، لذلك ربما يقولون لأنفسهم إن إقامة حدث كبير يمثل أيضًا فرصة لتمويل أعمال التجديد الحضري هذه”.

وتُقام معارض “إكسبو” كل خمسة أعوام وتستمر لمدة ستة أشهر كحدّ أقصى.

وتسمح هذه المعارض للبلد المختار “بإظهار نفسه للعالم” فيما يكون “مختبرًا للمهندسين المعماريين”، حسبما قال في أفريل 2022 الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض ديميتري كيركنتزيس لقناة “تي في 5 موند”.

على سبيل المثال، بُني برج إيفل في باريس بمناسبة معرض «إكسبو 1889» ومعلم “أتوميوم” في بروكسل بمناسبة «إكسبو 1958» و”الإبرة الفضائية” في سياتل بالولايات المتحدة بمناسبة «إكسبو 1962».

واجتذب معرض «إكسبو 2020» في دبي 24 مليون زائر. وسيُقام معرض العام 2025 في مدينة أوساكا اليابانية.

وأُقيم المعرض العالمي الأول في العام 1851 في لندن. ومذاك الحين، عرضت فيه الكثير من الاختراعات التي أصبحت من وسائل الراحة اليومية، بما فيها الهاتف السلكي ثم المحمول والتلفزيون والفشار والكاتشب.

Tagged , , , ,