رياضة

شعاع من مارج (2): العنوا إبليس‎‎!

شعاع من مارج الحلقة 2

يوم الخميس يعلن المنذر الكبير عن القائمة النهائية للاعبين الذين سيمثلون منتخب تونس في “كان” الكاميرون، ويوم الخميس ستنتهي المأساة التي يعيشها شعبنا منذ أعلن المنذر عن قائمة أولية ب 18 لاعب فقط.
قامت الدنيا ولم تقعد.. ولم نعد نسمع إلا حديثا وتساؤلا وتحقيقا وتأويلا في هذا الموضوع، صارت هذه هي قضية امننا القومي والغذائي والروحي، صارت هذه هي الفزّورة التي سيفوز كاشف حلّها بشقة مؤثثة وسيارة رباعية الدفع.
لا أفهم لم هذا التركيز وإهدار كل هذه الطاقة في مسألة لا تستحق أكثر من تفسير بسيط كان يمكن أن يصاحب نص الاعلان عن القائمة الأولية لينهي الجدل ويوقف نزيف التأويل وسكب الزيت على النار.
وتذكروني وأنتم تتابعون الندوة الصحافية التي سيعقدها المنذر يوم الخميس.. تابعوا وتثبتوا وحاولوا أن تكتشفوا هل أن الأسئلة التي ستطرح ستكون في صلب موضوع الندوة أم خارجه.. لن أستبق بالإجابة.. سأترك كل شيء لأوانه.. لكنني على يقين تام بأن المنذر سيجد نفسه في فم المدفع، وسيكون مطالبا بالإجابة المقنعة عن أي سؤال سيطرح والا فإن مهرجان التشكيك في كفاءته وفي شخصيته وفي مصداقيته سيتواصل وبأعنف مما كان،
هكذا نستعد للمواجهات… والحمد لله أنها مواجهات رياضية.. ولو كانت حربية لانحدرت البلاد إلى أسفل مما هي عليه الآن.
لست أدري إن كانت تصرفاتنا تعكس حبا جنونيا لبلادنا يفقدنا الوعي والاتزان ويغرق بنا في يم التهور والفوضى؟ أم هو سوء استيعاب لمفاهيم الحب، ومعانيه وأسسه وسلوكياته؟ أم ترانا لا نحسن إلا التنكيل بأنفسنا وتلذذ ذلك نقمة منا فينا؟
لقد تابعت ردود الأفعال في عديد البلدان الافريقية وخاصة العربية حول استعدادات منتخباتهم لدورة الكاميرون.. تسمع امان هنا وتفاؤلا هناك واعتدادا بالنفس في الناحية الاخرى، والجميع ينتظر بأمل كبير لحظة فرحة.
أما عندنا فيبدو أن المآسي التي نعيشها والتي شلت البلاد لم تكف لاغتيال الأحاسيس الجميلة فينا، فكان لابد أن نفتح أبوابا لمآس جديدة تدوس ما بقي في مشاعرنا من تفاؤل.. حتى وإن كان هذا التفاؤل هواء منفوخا في قطعة جلد مكوّرة.
هل أصبحت مشكلتنا في أننا لا نعرف كيف نحب؟ تلك طامة.. والطامة الأكبر أن يكون المستهدف في الأمر كله هذا الوطن الذي عهدناه أجمل الأوطان.
ألسنا نحن من يغني: تونس يا حبيبتي يا تاج الأوطان، يا خضراء حبك في قلبي نابع من الإيمان
تذكروا هذه الأغنية، فقد تحرك في الواحد منا بذور حب منثورة تتوق إلى جرعة ماء تنعشها فتزهر يوما أجمل.
وقد تأتي هذه الجرعة من الكاميرون.. قولوا إن شاء الله، والعنوا إبليس ولا تتركوا له مكانا يوم الخميس..

Tagged , , , ,

About عبد الباقي بن مسعود