رياضة

شعاع من مارج: الأصعب أمامنا

شعاع من مارج 22

صار الأسوأ وراءنا.. و لابد أن ننساه وأن لا نعتبره إلا مجرد كابوس الحمد لله أننا تجاوزناه  بأخف الأضرار.. الأسوأ؟ وهل أسوأ من الهزيمة في مباراتين من ثلاث. أخف الأضرار؟ وهل  أخف ضررا من الإنهزام مرتين ثم الترشح للدور القادم؟ بقي الآن هو أن ما يوجد أمامنا أصعب بكثير مما كان وراءنا. وأمامنا الآن منتخب رهيب أكد في كل مبارياته أن تفادي مواجهته رحمة. ولم يبق لنا والحل تلك إلا استجماع كل ما نملكه من قوة من أجل تفادي بطش المنتخب النيجيري. المشكل هو أننا لم نعد متحكمين ومتصرفين بإرادتنا  في ما نملكه من قوة. فالكوفيد فعل فعله بنا ولا نعرف هل مازال سيفعل وهل مازال سيعكر الوضع أكثر مما هو متعكر. وحتى في صورة شفاء المرضى فلا أعتقد أن لهم الوقت الكافي لاستعادة أنفاسهم. وقد رأينا الحالة التي كان عليها حنبعل المجبري ويوسف المساكني العائدين من كوفيد-19 و هما اللذين مر على شفائهما أكثر من عشرة أيام. فما بالك بمن سيعودون من الكوفيد بضعة أيام قبل مباراة رهيبة ؟ يعني أن الوضع عموما هو في صورة  “هز ساق تغرق الأخرى”. إذا أضفنا إلى هذا الوضع الورقة الحمراء لكل من المدرب المنذر الكبير والحارس فاروق بن مصطفى وعقوبة اللاعب حمزة المثلوثي الذي جمع إنذارين  يمكن أن نقول إنه لم يعد لدينا فريق لمواصلة الدورة. ولقد أصبحنا نستعد لكل مباراة  بمن حضر والمشكل أن من حضر وفي الصورة الحالية لا يكفي حتى من حيث العدد لنلعب مباراة في كرة القدم، اللهم إلا إذا حولوا  الكان إلى داخل القاعات. هناك من يعتبر أن الإخفاق في مباراة غامبيا وضعنا في مواجهة منافس مستحيل، وأننا سنندم على عدم الفوز وضمان المرتبة الثانية التي كانت  ستضعنا أمام  غينيا كوناكري. ولا أدري هل أن أصحاب هذا الرأي شاهدوا منتخب غينيا كوناكري أوحتى منتخب غينيا الإستوائية الذي سيواجه المنتخب المالي حتى يقولوا مثل هذا الكلام. صحيح أن منتخب نيجيريا أظهر إلى حد الآن أنه الأقوى في الدورة كلها لكن منتخبي  “الغينيتين”  ليسا أقل شأنا،  ومواجهتها صعبة على منتخبنا وهو في أفضل حال فما بالك وهو يشكو كل هذه العوائق؟ليس ما أقوله تشاؤم، هو قراءة منطقية للواقع و توصيف للوضع كما هو عليه. بل إنني من عادتي أن أكون  من أكثر الناس تفاؤلا، لكن تفاؤلي في هذه المرة لا يمكن أن ينبني على معطيات موضوعية.  فالوضع الحالي يحتم  حصول اللامعقول حتى نحقق المفاجأة السعيدة، وعزائي هو أن اللامعقول غالبا ما يحصل في كرة القدم، لذلك  فإنه يبقى وحده المعطى الذي أتكلم عليه لتبرير التفاؤل الذي مازلت أحمله. فكم من مرة تعطل الأقوى أوتنكرت له الكرة لتسوقه الأقدار إلى الهزيمة ضد منافس لم يكن أفضل منه لا على الورق ولا على الميدان. ولقد مررنا في الكان الماضية في مصر إلى دور الستة عشر وكنا في منافسة المجموعة في وضع سيْ لنجد في طريقنا منتخبا قويا، بل أقوى منا، وهو المنتخب الغاني فهزمناه و مررنا حتى وصلنا نصف النهائي ولم ننهزم في نصف النهائي ضد السنغال وما أدراك إلا بهدية أهداها إياهم  جهاز “الفار” ومن كان وراءه من محتالين، لنخرج من الدورة برأس مرفوع. صحيح أن الأصعب أمامنا، ولا ملجأ لنا اليوم إلا أن نتفاءل وأن نتمنى وأن ننتظر، لعل الأقدار تسوق لنا ما لم نقرأ له  حسابا، من يدري؟

Tagged , , , , ,

About عبد الباقي بن مسعود